قبل أربع سنوات كتبت مقال عنوانه : بطل الهجوم : إيطالي .
وتحدثت عن غاسبريني وطريقة بناء اللعب وتغير أفكاره وخططه أثناء المباراة وتحدثت على نقطة هامة وقلت كالتالي :
" مورينيو ذكر في أحد المرات بأن أهم طريقة لعب للضغط هي ال Compact وذكر بأن رافا بينيتنز اثناء مبارياته مع ليفربول كان دائمًا يقول للاعبين Compact .
لكن ماذا تعني تلك الكلمة بعالم كرة القدم ؟
يعني هي اقتراب اللاعبين فيما بينهم ، وهذا يعني بأنه يجب على الخطوط الثلاثة الدفاع مع بعضهم والاندماج فيما بينهم والتركيز على عدم ترك مساحة بين الخطوط لأن غاسبريني يدرك بأن هناك فجوات في خط الوسط ولذلك يركز على تلك الفكرة لحل هذه المشكلة .
مع تركيز غاسبريني على وجود لاعب Box To Box وهو دي رون مع وجود لاعب Playmaker وبكل تأكيد هو غوميز الذي يتبادل كثيرًا مركزه مع إيليتشيتش الذي يلعب احيانًا كمهاجم وهمي رقم 9 ."
ثم ذكرت التالي في المقال :
" أتمنى أن اكون مثل فيرغسون بالنسبة لأتلانتا ، أود أن يشعر كل لاعب بالرضا ، وأن يشعر بأن موهبته وجهوده معترف بها ، وظيفتي أن يشعر اللاعب على أرض الملعب بأنه هو من يختار الحلول ، ثم هناك الخصم الذي لا يعرف كيف نتحرك ، نحن لدينا في كل مباراة وضد كل خصم العديد من الحلول وعلى لاعبينا اختيار الحل المناسب لهم "
هذه الكلمات قالها غاسبريني تشرح الكثير من فكر المدرب باعطاء الحرية للاعبيه .
" علينا الحصول على الاستفادة القصوى من كل لاعب بفريقنا "
تلك كانت كلمات غاسبريني دائمًا ، في حال قمنا بدراسة مسيرة غاسبريني فدائمًا سنرى بأنه الرجل الذي حقق الاستفادة القصوى من لاعبين متدنين المستوى أو مواهب لم تعد نشطة وكمثال على ذلك زاباتا الذي تحول من " لاعب مبالغ به " في سامبدوريا إلى هداف عظيم في اتلانتا .
مورينيو صرح خلال فترته مع انتر ميلان بتصريح مهم جدًا حول غاسبريني الذي كان حينها يدرب جنوى: " ضد جنوى قمت بتغيير خطتي التكتيكية ثلاث مرات وفي كل مرة كانوا يوقفون تحركات فريقي ، كمدرب كنت ارى بأن هذا الأمر رائع "
كابيلو قال شيء مهم ايضًا تعليقًا على عدم وصول أي فريق إيطالي لنصف نهائي الأبطال الموسم الماضي : " ليس يوفنتوس وحده من يواجه صعوبة في المنافسة الأوروبية ، إيطاليا كلها تعاني وعلينا سؤال انفسنا ، لماذا ؟
لأننا لا نلعب بايقاع عالي ، نقع بالأخطاء كثيرًا ، لا نلعب بنفس الوتيرة والعدوان كما يفعلون بالبلدان الأخرى ، كمثال مرت سنوات كثيرة ولم اشاهد فريقًا يلعب مثل أياكس ، يلعب اياكس لعبة سريعة للغاية وعالية الجودة ، وفي إيطاليا يمكن مقارنة لعب أياكس مع اتلانتا ، فريق لا يسمح لك باللعب ولا يسمح لك بالتنفس ، يهاجم بعدد كبير ويدافع بعدد كبير "
مدح كابيلو لم يكن عن عبث ، كل من تابع اتلانتا يدرك ذلك ولذلك ركز الصحفي بادي اغنيو بعد حديث كابيلو على جملة : هل غاسبريني سينقذ الكرة الإيطالية ؟ . "
نعود لليوم ، أنا شخص صريح جدًا ، بموسم 2021/22 شاهدت مشكلة كبيرة في أتلانتا وهي بأن الفريق الذي مدحته سابقًا بفكرة Compact لم تعد موجودة ، هناك فجوات كبيرة بالوسط وانتقدت هذا الشيء ، شعرت بخيبة أمل مما يحصل ثم ذكرت شيء جدًا جدًا جدًا مهم الموسم الماضي ومازالت موجودة لليوم وهي : غاسبريني لم يعد ذلك المدرب الهجومي ، غاسبريني أصبح متوازن أكثر ، أصبح يسيطر على مناطقه أكثر وتراه أحيانًا يلعب كطريقة دفاعية ، كمثال لأكون واضح أكثر ، بالموسم الماضي لعب غاسبريني ضد روما مورينيو ، وأي شخص مشاهدته قليلة نوعًا ما للدوري الإيطالي سيقول بأن غاسبريني الهجومي سيواجه مورينيو الدفاعي . حسنًا ، هل جاهزين للصدمة ؟
في مباراتي الذهاب والإياب التي خسرها مورينيو كان عدد تمريرات روما أكثر ، السيطرة وصلت على ملعب أتلانتا إلى 63% لصالح روما ، xG لدى روما أعلى بكثير وعدد التسديدات أكثر وكل شيء لصالح روما لكن من فاز بالذهاب والإياب غاسبريني ببساطة .
وبتلك الفترة كررت كثيرًا ، غاسبريني تغير ، غاسبريني مازال خارق وسوبر تكتيكيًا لكنه وجد الجوهر الحقيقي للتوازن ومتى يهاجم ومتى يدافع ، ببساطة كان يمر بمرحلة بإمكاني تسميتها " كيف تتجاوز مرحلة بيلسا ؟ " ولماذا اخترت هذه التسمية ؟ لأن بيلسا برأيي في كل مسيرته رغم عبقريته وكيف كان معيار لكرة القدم لكن لم يعطي الجانب الدفاعي من عبقريته مثل ماقدم للجانب الهجومي ولذلك كانت تجاربه متفاوتة المستوى رغم عبقريته وبالمناسبة هو شيء يمر به دي زيربي حاليًا بمسيرته مع برايتون أو حتى في تجاربه السابقة .
المهم ،بالموسم الحالي ماذا حدث ؟
تفوق غاسبريني على أموريم سبورتنغ ، بأربع مواجهات بينهما هذا الموسم لم يستطع أموريم التغلب ولو مرة واحدة على غاسبريني ، أموريم الذي يعد مستقبل التدريب في البرتغال ثم قضى تمامًا على كلوب في الأنفيلد وبثلاثية رغم أن سيطرة كلوب وصلت إلى 70% وفاز على مارسيليا بسهولة واليوم هو بالنهائي ،بينما بالكأس وصل للنهائي أيضًا وواجه بطريقه للنهائي ميلان ورغم أن ميلان تفوق بالسيطرة وعدد التمريرات وكل شيء لكن من فاز هو غاسبريني .
لم يعد غاسبريني الوجه الهجومي للكرة الإيطالية ، هذه الجملة رغم أنني من كتبها لكن أصبحت جملة مليئة بالغبار ، غاسبريني تغير وهذه النسخة منه هي الأجمل ، لماذا ؟ لأنها تملك هامش وضع اسمه بين الأبطال .